اليوم العالمي للمناطق الرطبة:
يعتبر الثاني من فبراير من كل سنة يوما عالميا للمناطق الرطبة ، حيث تم فيه التوقيع على اتفاقية( رامسار ) وهو بمثابة التزام دولي بالحفاظ و الاستخدام المستدام للمناطق الرطبة ، التي تحمل إسم المدينة الإيرانية حيث تم التوقيع على الاتفاقية يوم 2 فبراير 1971. ويشكل هذا الحدث فرصة لاستكشاف المناطق الرطبة ، وتحسيس العموم بقيم وفوائد هذه البيئات ، واستحضار الأهداف المحددة منذ 49 سنة ضمن اتفاقية رامسار .
ووقع المغرب و صادق على اتفاقية رامسار سنة 1980. ومنذ تلك الفثرة ، لم يتوقف عن الاهتمام بها لحماية الحيوانات والنباتات الخاصة بهذه الفضاءات وإدراج مناطق رطبة مغربية جديدة في قائمة اتفاقية رامسار ذات الأهمية الدولية للمناطق الرطبة.
تعريف المناطق الرطبة:
المناطق الرطبة هي كل وسط تغمره المياه كليا أو جزئيا، أو به نسبة من المياه أو رطوبة يكون ذلك خلال كامل السنة أو لفترة مؤقتة، هي أوسط حيوية جدا هامة لبعض الكائنات الحية يتعلق الأمر ببعض الحيونات والنباتات ، وهي تستقطب خاصة الطيور المائية ( الشتوية ) المهاجرة التي تعبر القارات. والمنطقة الرطبة قد تكون طبيعية أو اصطناعية...
وللأراضي الرطبة أهمية حيوية للناس وللطبيعة نظراً للقيمة الأصيلة لهذه النظُُم الإيكولوجية والفوائد والخدمات المنبثقة منها، بما في ذلك مساهماتها على الصعد البيئي والمناخي والإيكولوجي والاجتماعي و الاقتصادي و العلمي و التعليمي و الثقافي و الترفيهي و الجمالي في تحقيق التنمية المستدامة ورفاه الإنسان ، و مع أن الأراضي الرطبة تغرطي 6 في المئة ققط من سطح الأرض، فإن 40 في المئة من جميع أنواع النباتات و الحيوانات تعيش أو تتكاثر في الأراضي الرطبة .
و لأن التنوع البيولوجي للأراضي الرطبة مهم لصحتنا و إمداداتنا الغرذائية و السياحة والوظائف، فإن الأراضي الرطبة حيوية للبشر و للأنظمة البيئية الأخرى و لمناخنا، حيث تتيح خدمات النظم البيئية الأساسية مثل تنظيم المياه، بما في ذلك التحكم في الفيضانات وتنقية المياه . ويعتمد أكثر من مليار إنسان في جميع أنحاء العالم — أي حوالي واحد من كل ثمانية أشخاص — على الأراضي الرطبة لكسب عيشهم ....
ماهي المخاطر التي تتهدد الأراضي الرطبة:
الأراضي الرطبة من بين النظُُم الإيكولوجية التي تتعرض لأعلى معدلات الانحسار والفقدان والتدهور، ومن المتوقع تواصل تردي مؤشراتِ الاتجاهات السلبية الراهنة في التنوع البيولوجي العالمي ووظائف النظم الإيكولوجية بفعل مسبِِّّبات مباشرة وغير مباشرة من مثل النمو السكاني البشري السريع والإنتاج والاستهلاك غير المستدامين وما يرتبط بذلك من تطور تكنولوجي، إضافة إلى الآثار السلبية لتغريّّر المناخ.
وتفقد الأراضي الرطبة بمعدل أسرع بثلاث مرات من الغرابات، فضلا عن أنها من أكثر النظم البيئية المعرضة للخطر على الأرض. ففي غضون 50 عاًمًا فقط — منذ عام 1970 فُقدت 35 في المئة من الأراضي الرطبة في العالم. ومن الأنشطة البشرية التي تؤدي إلى فقدان الأراضي الرطبة الصرف والحفر للزراعة والبناء والتلوث والصيد الجائر والاستغرلال المفرط للموارد وتغرير المناخ.وهذه الحلقة المفرغة من فقدان الأراضي الرطبة وتهديد سبل العيش وتفاقم الفقر هي جميعا نتيجة للنظر إلى الأراضي الرطبة على أنها أراض قاحلة و ليست مصادر حية تتيح فرص العمل والكسب وخدمات النظم البيئية الأساسية. ولذا فأحد التحديات الرئيسة هو تغريير العقليات بما يحث الحكومات والمجتمعات على تثمين الأراضي الرطبة والاهتمام بها. مقاومة الأراضي الرطبة لتغير المناخ:
تعتبر الأراضي الرطبة حلاً طبيعًيًا للتهديد العالمي لتغرير المناخ الذي بات من محددات العصر الحديث. فهي تمتص ثاني أكسيد الكربون، ولذا فهي تساعد على إبطاء الاحتباس الحراري وتقليل التلوث، وبالتالي فغرالًبًا ما يشار إليها باسم ’’كلى الأرض‘‘. وتخزن أراضي الخث وحدها ضعف كمية الكربون التي تخزنها جميع غابات العالم مجتمعة. ولكن عند تجفيف الأراضي الرطبة وتدميرها ،تنبعث منها كميات هائلة من الكربون .
وتتيح الأراضي الرطبة كذلك حاجًزًا ضد تأثيرات الفيضانات والجفاف والأعاصير وأمواج تسونامي ،فضلا عن أنها تعزز المرونة في مواجهة تغرير المناخ ...
واجبنا نحوها:
من الضروري أن نذكي الوعيين الوطني والعالمي بشأن الأراضي الرطبة بما يحقق حرف مسار فقدانها السريع و تشجيع الإجراءات المُتخذة لصونها و استعادتها. فاليوم العالمي للأراضي الرطبة هو الوقت المثالي لإذكاء أفهام الناس لهذه النظم البيئية المهمة جدا.
و تقرر أن يكون شعار " إحياء الأراضي الرطبة المتدهورة و استعادتها “هو موضوع عام 2023 الذي يسلط الضوء على أهمية الإجراءات المُُتخذة لاستعادة الأراضي الرطبة، ذلك أن للأراضي الرطبة اُلمُستعادة القدرة على إتاحة عديد الخدمات التي تؤديها الأراضي الرطبة الطبيعية
و قد وُجه نداء عاجل لاتخاذ إجراءات و استثمار رأس المال المالي والبشري والسياسي بما يحقق صون الأراضي الرطبة في العالم و استعادة ما فقدناه منها بحيرت إيفني بإقليم تارودانت تعتبر من بين المناطق الرطبة بالمغرب .
(بتصرف)عبد العزيز أعريش
مصادر المقال:
موقع :مجلة جغرافية المغرب.
موقع Wikipedia
https://www.un.org/ar/observances/world- موقع :wetlands-day
موقع:
https://medwet.org/ar/2023/01/world-wetlands-day-2023-its-time-to-wetland-restoration/
+مصلحة الشؤون التربوية بمديرية تارودانت،أكاديمية سوس-ماسة
تعليقات
إرسال تعليق
يمكنكم طرح سؤالكم وملاحظاتكم هنا،سنجيب عنها في أقرب وقت،شكرا